موضوع تعبير عن حوار بين شخصين مكتوب جاهز للنسخ

تعبير عن حوار بين شخصين
أجمل تعبير عن حوار بين شخصين

الحوار هو حالة استعراض الرؤى المتباينة بين طرفين، أو حديثاً ارتجالياً يحمل معانٍ عميقة، إليك تعبير عن حوار بين شخصين معبر للغاية.

تعبير عن حوار بين شخصين

عند الارتجال في كتابة التعبير، تجد أوصافاً يرسمها قلمك وكأن قلبك هو الذي يكتب لا أصبعك، وباستخدام الكنايات والصور الرمزية، يصبح التعبير أجمل وأرقى.

تعبير حوار بين شخصين (ذكر وأنثى)

بينما كنت أرتمي بين أحضان الطبيعة، وأحاول بهذا أن أُنفّث عما في صدري من تكدس، وجدتني أجلس على كرسياً يواجه البحر وكأنه يشكي له وحدته دونما رفيق يتوسد مضجعه، وبعدما رميت مافي جعبتي من أوجاع على ذاك الكرسي، بدأت أناظر البحر مرسلةً بهذا ترانيم الألم، بصوتٍ يحمل من الشجن ما لم يستطع الناي أن يوصله أبداً.

(زعلي طوّل أنا وياك، وسنين بقيت، جرب فيهن أنا أنساك ماقدرت نسيت!!).

ـ صوتك جميلٌ وشاعري، ما لك تحملين كل هذا الركام في جوفك؟

نظرت إليه بطرف عيني، فرأيت في عينيه زرقةٌ تضاهي لون البحر، ورغم أنه جلس بجانبي مباغتةً، إلا أنني أردفت قائلة: لربما كان النحيب بالغناء قادرٌ على أن يجعل الحزن ينسل مني ليترامى على أطراف البحر.

ـ ولكنك أجمل من أن تحملين كل هذا الحزن!!.

ومن قال أن الجمال يمكن له أن يصنع هالة لتحمينا من صخب الحياة وأوجاعها!!!، قلت.

ـ أعلم أن الجمال لا يمكن له أن يحميكِ، ولكن على الأقل يمكن لنفسك أن تتغاضى عن كل شيء ما أن نظرتِ إلى نفسك في المرآة!!.

تأملته لبرهة وهو يقول كلماته تلك، فلم أعلم إن كانت نوعاً من الملاطفة أم حقيقةً ينطق بها لسانه المعقود بقلبه، فقطع شرودي هذا بقوله.

ـ لا تتعجبي لما سأقوله، لكنني انتظرتك منذ أن فارقتني لسنوات، وبقيت أتأمل عودتك رغم أنني أعلم بأنك لن تعودي، بقيت أتوسد مخدعي، ومافي مخدعي سوى أربعة جدران وأما عن رفيقتي الوحيدة فكانت تلك السجائر الحمقاء التي اقتصت مني ما تبقى من رئتي.

أكمل قوله ممتعضاً: فـ ولله ما وددت يوماً أن يكون حالي هكذا، لكن رحيلك أقسم أن يقصم ظهري وأن يتركني في حالة العدم من كل شيء، لا نكهة للطعام، ولا لذة لأي شيء، وكأنني محاربٌ خرج من جوف المعركة وقد رمى خوذته وجعبته واتكئ على طرف الحياة منتظراً ما كتبه الزمان لنهاية حياته المشؤومة تلك.

حاولت أن أُسكته لأخبره بمدى أسفي عما حدث، بأن فراقي عنه كان رغماً عني وإني ولله ما وددت يوماً أن أكون سبباً في دماره، لكن الحب أعمى، فكما استطاع أن يعميه، فإنه أعماني وأعياني!!.

أجبته: هل لك أن تلتمس العذر لي؟ وتستنجد العدل من الحياة تلك؟ فكما أخذتني منك، أخذت مني كل شيء، قهقهت ضاحكة: هل تظن أن زواجي ممن أحب قد أنصفني وأعطاني ما أريد؟ أعتقد أن وجودي هنا أمام البحر هو أكبر إثبات أن حالي ليس كما أريد، يبدو أن الحياة تقتص مني بمحاكمتها العادلة تلك لتأخذ حق قلبك المسلوب بسببي!!.

ـ تنفس الصعداء وكأنه رمى ما يثقل كاهله من هموم بعدما سمع أن الحياة استطاعت أن تعاقبني بالمُثل، فقال لي: على كل حال، أنا الآن بألف خير، لم أعد أهواكِ، رغم أنني وبعد فراقك رأيت أن الحقيقة المرّة هي تلك التي قرأتها ذات مرة، حيث تقول: (ما كنتُ أعلم قبل بادرة النوى، أن الأسود فرائس الغزلان).

ـ ولكن تنبهي، الأسد يبقى أسداً مهما عصفت به الحياة، وحتى إن كان ما في قلبي من أعاصير، قد استنزف مني كل شيء، طاقتي، وجودي، إيماني، كياني ووجداني، إلا أنني اليوم بألف خير، لقد استطعتِ أن توقظي في قلبي ذاك الأسد الذي لا ينحني.

ثم رمى عَقِب السيجارة ووطئ بقدمه عليها وكأنه ينتقم مني فيها، وذهب بعيداً ليتركني أعاني المرار الذي يطفح من جوفي بعدما ظهرت عدالة الحياة ورمتني على أطراف البحر كما رمته ذات مرة!!.

تعبير حوار بين شخصين صديقين

بينما كنا نتبادل أطراف الحديث، كصديقين عاديين لا مكان لهما في هذه الحياة، وذلك لأن وجودهما معدوم، وذلك لأن شعور الفشل بدأ يجعل روحيهما تتهاوى شيئاً فشيئاً.

ـ أخبرني: هل سنجد ذات يوم ما يسعف أحلامنا؟

= أي أحلام تلك! وهل لا زلت تحلم يا صديقي؟

ـ وهل الحلم في بلادنا هذه أصبح أيضاً حكراً على بعض الأفراد؟

= لا أقصد هذا، لكني أعتقد أن عصرنا الحديث هذا يرسم مخططاً.

افتراضياً للولوج إلى الحياة، فلم يعد الحلم هو أن تبني كياناً لك بوظيفة أو مهنة أو مهارة، إنما أن تبني وجوداً في العالم الافتراضي، وهذا لا يحتاج منك حلماً، بل يتطلب منك أن تكون ساذجاً وسطحياً!!.

ـ هل تعتقد هذا؟ إذاً لم يعد هناك وجود لأي شيء حقيقي، لم تعد الثقافة هي ما تلهم الآخرين، ولا الفن ولا الأدب، بل أصبح الطريق السريع للوصول إلى الشهرة والمكانة في المجتمع، قائمٌ فقط على مدى سطحيتك!! أي زمن هذا يارجل؟.

= نحنُ في زمنٍ يتسابق فيها الناس ليكونوا أشبه بأيقونات وأكواد ورموز افتراضية في عالم الرقميات، في زمنٍ يتنافس فيه الحق مع الشر، ولكننا لا نزال نؤمن بقضيتنا، قضية الحق، قضية الثقافة، قضية الحقيقة!!.

ـ أسفي على حالنا هذا، لقد عَملنا جاهدين لكي نتعلم، ونبني مهارات ونصقل ذواتنا بما يدفع بنا نحو الأمام، ولكني أجدنا نتهاوى ونطيح أرضاً في ظل المواجهة الشرسة تلك القائمة بين السذاجة والسُم، والمعرفة والترياق.

ـ ترياقنا هو ألفة ومحبة وحضارة ثقافية معروفة، حضارة تترك تاريخاً عابقاً بالنضال، كيف لنا أن نخبر أولادنا وأحفادنا عن نضالنا هذا إن كان نضالنا قائم على التراقص والتباهي خلف الشاشات؟.

كيف لنا أن نحادث الأجيال القادمة تلك عن ما هو حقيقي، بينما نحن نعيش في الافتراض، والناجح هو السطحي والتافه؟.

أتعلم ياهذا! أريد أن استسلم من كل شيء وسأبقى لآخر رمق أدافع عن قضية المحتوى المعرفي أو الكيان الحقيقي، أو حتى الوجود الحقيقي الذي يدفع بالحضارة للنهوض بمعنى النهوض السامي، لا النهوض الأحمق هذا.

تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.

موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب البوابة الشاملة للمحتوى العربي بكل جوانبه ومجالاته.
تعليقات