![]() |
ما حكم تركيب الرموش المؤقتة |
فطر الله سبحانه وتعالى المرأة على حبّ الزينة والتجمّل وزيادة حسنها بما يتوافر من وسائل، لكن ما هو حكم تركيب الرموش المؤقتة والدائمة في الشريعة الإسلامية؟
حكم تركيب الرموش المؤقتة
لا يجوز تركيب الرموش المؤقتة لأنّها تدخل في حكم الواصلة التي ذكرها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديثه، والذي قال فيه: "لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ"، [صحيح البخاري: 5933] والواصلة هي التي تصل شعرها بشعرٍ آخر، وقد نُقل عن ابن عثيمين رحمه الله وكذلك عن فتاوى اللجنة الدائمة أنّه من غير الجائز للمرأة أن تصل رموشها برموشٍ صناعية بغرض التزيّن وزيادة الحسن والتجمّل، وإنما يُباحُ لها ذلك إذا حلّ بها عيبٌ إِثر مرضٍ أو غيره.
وقد خالف بعض العلماء والفقهاء كالشيخ محمد صالح المنجد والشيخ سلمان العودة هذا الحكم، حيث قالوا بأنّ تركيب الرموش المؤقتة لا يدخل في حكم التي تصل شعرها، وإنما يختلف بعدّة أوجهٍ مع هذه المسألة بل إنّه تابعٌ لمسألة الزينة المباحة كاستعمال أحمر الشفاه وغيره، وأنّه يجوز للمرأة أن تضع الرموش الصناعية المؤقتة شرط ألا تمنع وصول ماء الوضوء إلى الجفنين وألّا تكون أمام الأجانب من الرجال.
حكم تركيب الرموش الدائمة
استناداً إلى العديد من الفتاوى الصادرة عن موقع "إسلام ويب" فإنّ تركيب الرموش الدائمة محرّم، وذلك لما فيه من تغيير لخلق الله سبحانه وتعالى، إلى جانب الضرر الحاصل نتيجة استخدام بعض المواد لتركيب هذه الرموش وتثبيتها لمدة طويلة، ولا يُباح هذا الأمر إلّا للمرأة التي فقدت رموشها وتريد إصلاح العيب الحاصل بسبب المرض أو التعرض لحرقٍ أو غيره مما يسبب تساقط الرموش بشكلٍ كامل.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية، والرموش المستعارة، والعدسات الملونة، لما فيها من الضرر على محالها من الجسم، ولما فيها أيضا من الغش والخداع، وتغيير خلق الله"، فلا بدّ للمرأة أن تبتعد عن هذه الأمور لئلّا ترث اللعن والسخط من الله سبحانه وتعالى، ولئلّا تُورِث عينيها الضرر والمرض والآفات، والله أعلم.
الحكم الشرعي لتركيب الرموش في المناسبات
إنّ في مسألة تركيب الرموش الصناعية المؤقتة حكمين، أحدهما ينصّ على أنّ استعمال هذه الرموش سواءً كان في المناسبات أو في غير المناسبات محرمٌ بشكلٍ قطعيّ، وأنّ فاعلة هذا الأمر تكون ملعونةً لأنّها وصلت شعر رموشها الطبيعيّ بآخر، ولأنّها تغيّر من خلقتها التي صوّرها عليها الله سبحانه وتعالى، وكذلك تُلحِق الضرر بعينيها نتيجة بعض المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة هذه الرموش، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "لعنَ اللهُ الواشماتِ، والمسْتَوْشِماتِ، والنامِصاتِ، والْمُتَنَمِّصاتِ، والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ"، [صحيح الجامع: 5104].
وأما الحكم الآخر يقول بأنّ تركيب الرموش المؤقتة في المناسبات أو في غيرها جائزٌ لما فيه من التجمّل المحبب لنفوس النساء، وأنّ ظاهر الأمر لا يدخل في مسألة الوصل التي لُعنت من أجلها النساء على الإطلاق، وإنّما وصل الشعر مسألة مختلفةٌ كليّاً، لكنّ المرأة وجب عليها إزالة هذه الرموش من أجل الوضوء أو عند الخروج من المنزل مكشوفة الوجه أمام الأجانب من الرجال.
تركيب الرموش الصناعية عند عثمان الخميس
جاء في أحد الفيديوهات المصوّرة للشيخ "عثمان الخميس" والتي تفيد بحكمه ورأيه الشرعي في مسألة تركيب الرموش، حيث قال بأنّ تركيب الرموش حلالٌ للمرأة وجائز وأنّه من الزينة المباحة، وأنّ المرأة إذا قامت باستعمال هذه الرموش الصناعية المؤقتة منها بين النساء أو أمام زوجها فلا يلحقها ذنبٌ أو إثمٌ بإذن الله تبارك وتعالى.
أما الرموش الدائمة فقال الخميس حفظه الله بأنّها تمنع وصول ماء الوضوء إلى الجفنين، لذا على المرأة ترك استعمالها لأنها تبطل الوضوء وتمنع تحقيق كامل شروطه، وبِبُطلان الوضوء تًبطُل الصلاة ولا تصح والله أعلم.
حكم تركيب الرموش المؤقتة أمام الزوج
حصل في مسألة استعمال الرموش المؤقتة أمام الزوج فقط دوناً عن كلّ الخلق خلافٌ بين أهل العلم، فمنهم من قال بأنّ هذا الأمر محرّم حتى لو كان من باب التجمّل والتزيّن للزوج "كابن عثيمين" رحمه الله تعالى وأنّ هذا الأمر متشابهٌ مع وصل الشعر المحرّم حتى لو كان للزوج فقط، كذلك قيل على لسان بعض أهل العلم أنّ الحكم جائز فقط إذا تمّ الأمر أمام الزوج فقط أو النساء لا أمام الملأ والرجال الأجانب كالشيخ "عثمان الخميس".
تمت الكتابة بواسطة: ربا شاهين.
هل كان المحتوى مفيداً؟ أم تريد الإبلاغ عم خطأ، رأيك يهمنا وتعليقك يفيد الموقع