ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية في علم النفس

الشخصية الاعتمادية
تعريف الشخصية الاعتمادية

الشخصية الاعتمادية هي شخصية تعتمد على من حولها، وهي من أنواع الاضطراب النفسية غير السوية التي تحتاج لتشخيصٍ وعلاجٍ، وفي هذا المقال سنتحدث عنها بالتفصيل.

ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية

ويُسمَّى أيضاً باضطراب الشخصية الواهنة أو الاتكالية، ويكون فيه الشخص معتمداً بشكلٍ كبير على غيره من أجل تلبية احتياجاته سواء الجسدية أو النفسية، كما أنَّه لا يملك القدرة على أداء أيِّ مهمَّة دون وجود طرفٍ آخر يعينه عليها، وهذا يعيق ممارسته لحياته بطريقةٍ طبيعيةٍ.

كما يصبح أصحاب هذه الشخصية عبئاً على من حولهم، حيث يتعلقون بغيرهم تعلُّقاً مفرطاً يؤدي بهم إلى الخضوع الشديد، والإفراط في المشاعر كالخوف والقلق والشكّ، وصاحب هذه الشخصية إنسانٌ ضعيفُ الثقة بنفسه ويخاف من التعبير عن مشاعره إيجابيةً كانت أو سلبيةً.

أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية

هناك عدد من الأسباب التي تؤدي بالإنسان لأن يُصاب باضطراب الشخصية الواهنة أو الاتكالية أو الاعتمادية، وهي عوامل أو ظروف تؤدي لذلك أكثر من كونها أسبابٌ واضحةٌ، ونذكر منها:

  • الوراثة: احتمال أن يُصاب الأبناء بهذا الاضطراب يزيد في حال كان أحد الأبوين يعاني منه، ولا سيَّما إذا كانت أعراضه على الأبوين واضحةً جليةً فقد تنتقل إلى الأبناء بشكلٍ أسرع.
  • تجارب الطفولة: تعرَّض الإنسان للتعنيف النفسي أو الجسدي أو الاعتداء الجنسي في سنوات طفولته الأولى يزيد من احتمال إصابته بهذا الاضطراب، كما تزيد العلاقات الأسرية غير المستقرة من احتمال الإصابة به.
  • ظروف البيئة المحيطة: ومنها الظروف الاجتماعية كعدم الحصول على الدعم الكافي من الأهل، أو ما يعانيه الإنسان من الفقر والحرمان.

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

وفي الحديث عن الأعراض التي يمكن من خلال تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية فهي كثيرة، بدايتها مع وصف الشخص نفسه بالغباء أو البلاهة، كما يخافون من فكرة الانفصال عن الآخرين، وهذه الأعراض وغيرها مما سيتم ذكره تظهر على الفرد عند مرحلة البلوغ وتكوين الشخصية:

  • يفقد الإنسان الثقة بنفسه، وينظر لذاته بطريقةٍ سلبيةٍ، كما يعتقد بأنَّه لا يستطيع الاعتناء بنفسه وتأمين احتياجاته.
  • يجد الإنسان المصاب صعوبةً في اتخاذ قراراته لوحده من دون أن يستعين بالآخرين، وذلك حتى في أبسط قراراته اليومية.
  • يتجنَّب الإنسان المصاب تحمُّل أيَّ مسؤوليةٍ من مسؤوليات مرحلة البلوغ، ويعتمد على عائلته وأصدقائه في اتخاذ أيِّ قرار في هذه المرحلة من عمره، كالعمل أو الدراسة.
  • يخاف من البقاء وحيداً فهو لا يثق بقدرته على الاعتناء بنفسه.
  • يخاف ويقلق من الخوض في أي عملٍ أو علاقةٍ جديدةٍ، فهو لا يثق بنفسه ولو ملك القوة والحافز في حقيقة الأمر.
  • يتجنَّب اتخاذ أيّ موقفٍ أو الإدلاء بوجهة نظرٍ معارضةٍ خوفاً من أن يفقد الطرف الآخر أو أن يفقد دعمه.

علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية

في حال تمَّ تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب، فلا بدَّ له من علاجٍ نفسيٍّ، وذلك من أجل التقليل من هذه الأعراض وتأثيرها على الإنسان المُصاب، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر خطةٍ علاجية مناسبة بحسب موقع Counselling Directory المختص بعلاج الأمراض النفسية:

  • العلاجات النفسية الديناميكية أو العلاج السلوكيّ المعرفيّ: الذي يساعد المصاب على فهم ما يعاني منه واستيعاب نمط تفكيره ليستطيع علاجه.
  • العلاج بشكلٍ جماعيٍّ: والذي يمكن أن يكون مفيداً في سبيل الدعم النفسي، والتعرُّف على تجارب الآخرين مع هذا الاضطراب.
  • العمل على زيادة ثقة المصاب بنفسه: من خلال بعض التدريبات الذي يقوم بها تحت إشراف معالجٍ أو طبيبٍ نفسيٍّ.
  • تنظيم بعض جلسات العلاج: التي تركز على تحسين قدرة المصاب على حلِّ مشكلاته بنفسه دون الاستعانة بالآخرين.
  • العلاج باستخدام الدواء الكيميائي: وذلك على الرغم من عدم وجود دواءٍ محددٍ، ولكن قد يصرف الطبيب لهذه الحالات بعض أدوية الاكتئاب أو القلق والتي قد تساعد من هم في مراحل صعبة أو متقدمة من الاضطراب.

نصائح للتعامل مع الشخصية الاعتمادية 

في حال لم يكن الإنسان مصاباً بهذا الاضطراب، وكان من أصحابه وأقاربه مصابٌ به، فلا بدَّ أن يتعلَّم كيفية التعامل معه، ليساعده في العلاج التام، ومن هذه النصائح:

  • يجب أن تتعرف على العوامل التي تحفز الأعراض لدى المصاب، ومحاولة تجنُّب تحفيزها لتفدي عدم التأثير السلبي عليه.
  • مساندة المريض من أجل يلتزم بالخطة العلاجية، كمواعيد جلسات العلاج، أو مواعيد الدواء وغير ذلك.
  • أن يظلَّ المريض محاطاً بأهله وأصدقائه، وأن يساعدونه ولكن بنطاقٍ معينٍ حتى يتعافى تماماً، ويستطيع أن يعتمد على نفسه. 

ما هي مضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادي؟

هناك مضاعفاتٌ كثيرةٌ قد تُصيب الإنسان المصاب باضطراب الشخصية الاتكالية أو الاعتمادية ومنها الاكتئاب الذي من الممكن أن يحتاج لعلاج دوائي، كما يمكن أن يهرب المريض إلى تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية ليخرج من القلق والاضطراب الذي يعاني منه.

وقد يزيد احتمال تعرُّض المريض للتعنيف العاطفي أو الجسدي أو الجنسي من خلال استغلال مرضه، ومن المحتمل أن يصاحبه اضطراب هلع أو قلقٍ أو وسواسٌ قهريٌّ، وفي حالاتٍ خطيرةٍ من الممكن أن يفكِّر المصاب بالانتحار أو إيذاء نفسه.

وأخيراً فمن الضروري الإسراع في علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية فور تشخيصه والتعرُّف على أعراضه، ولا بدَّ من استشارة طبيبٍ نفسي أو معالجٍ مختصٍ.

تمت الكتابة بواسطة: حنين زياد شودب.

موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب البوابة الشاملة للمحتوى العربي بكل جوانبه ومجالاته.
تعليقات