قصة المدينة النائمة - بين الزمن والغموض

قصة المدينة النائمة
قصة المدينة النائمة

عندما فتح عينيه، وجد نفسه في مدينة مهجورة، شوارعها مظلمة، والساعة في يده تنبض بحياة غريبة، فما سر المدينة؟ اكملوا قصة المدينة النائمة لتكتشفوا اللغز الغامض.

بداية قصة المدينة النائمة

استفاق ليث من نومه في مكان غير مألوف، وهو لا يستطيع تذكر كيف وصل إلى هنا، كانت الأرض مغطاة بالضباب الخفيف، وكأن الليل لم ينتهِ بعد، حاول الوقوف، فوجد نفسه في شارع ضيق، مظلم لكنه مضاء بشكل غريب، كانت النوافذ تتلألأ بأضواء باهتة، لكن الشوارع كانت خالية من أي حياة، لا أصوات، لا حركة، لا بشر، لم يكن يفهم كيف أو لماذا هو هنا، بل إن المدينة نفسها بدت وكأنها عاشت لوقت طويل دون أن يدرك أحد مرور الزمن.

مشى ببطء، يلتفت إلى المنازل ذات الجدران المتهالكة، فوجد على الأرض شيئاً لامعاً، كانت ساعة جيب قديمة، ينبض قلبها بخفقان بطيء ولكنه مستمر، احتفظ بها في يده، وسرعان ما شعر بأن هناك شيء غير عادي في المدينة، شيء غريب يربط بينه وبين تلك الساعة، هل هي المفتاح؟ أم أن هناك شيئاً آخر يربطه بهذه المدينة؟

اكتشاف اللعنة

بينما كان ليث يتجول في المدينة المهجورة، بدأ يلاحظ أشياء غريبة، كان هناك إشارات ملونة على الجدران، رسومات مرسومة بالدماء أو ربما بالحبر، تمثل أشكالاً غامضة ورموزاً غير مفهومة، وكانت أرجاء المدينة تحمل علامة من الفقدان، كما لو أن جميع سكانها قد نُزعوا منها دون أن يتركوا أثراً.

وفي أحد الأزقة الضيقة، سمع صوتاً بعيداً، خافتاً، ربما همسات أو أصوات نائمين، اقترب بحذر، فوجد نفسه أمام برج قديم، مبني من الحجارة السوداء، بنيته مرتفعة كما لو كانت تشاهد العالم من بعيد، هناك، داخل البرج، يعتقد أنه قد يجد تفسيراً لهذا الخراب.

دخل البرج، وهناك قابل كائناً غريباً، شبيهاً بضباب كثيف مع عينين لامعتين، قال بصوت عميق:

"لك أن تحل اللغز لتفك اللعنة عن المدينة. هل لديك الشجاعة أن تدفع الثمن؟".

الصراع مع اللغز

في داخل البرج، كان ليث محاطاً بأبراج من الكتب القديمة والمخطوطات المهملة، كانت جدران البرج مزخرفة برموز غريبة، كأنها تدل على حضارة قديمة قد انقرضت، شعر بأن هناك تلميحات تتربص في كل زاوية، كأن البرج يراقبه، اقترب من الكائن الذي يحدق فيه بصمت، ثم بدأ اللغز:

"أنا شيء لا يُرى ولكن يشعر به الجميع، لا أمتلك جسداً ولكنني أسير في الجميع، إذا ما اجتزتني، فأنت من سيحكم على الوقت، فماذا أنا؟".

تردد ليث للحظة، فكر في كل شيء مر به، في الساعة التي كانت ترافقه، في المدينة التي كانت غارقة في نومها الأبدي، فجأة، تذكر، الجواب كان واضحاً، وكان الحل يكمن في التضحية بالوقت ذاته.

التضحية

قلبه ينبض بشدة، وكانت عقارب الساعة تسير ببطء، وكأن كل لحظة تقوده نحو لحظة الاختيار الكبرى، نظر إلى الساعة في يده، وكان يعلم أن التضحية هي الطريق الوحيد، ولكن لم يكن الأمر سهلاً، كيف له أن يضحي بشيء كان يراه جزءً من ذاته؟ كان هناك صراع داخلي عميق، شعور بالذنب والخوف من فقدان جزء من هويته.

لكن حينما قرر، وتوجه نحو الكائن، كانت الساعة قد بدأت تفقد نبضاتها، وكأنها تُسحب منها الحياة نفسها، قال له الكائن: "لقد اخترت، وكأنك اخترت الزمن نفسه".

اليقظة

استفاق ليث على سريره، كان في غرفته، كما لو لم يحدث شيء من تلك الرحلة العجيبة، الساعة التي كان يحملها إلى البرج كانت بجانبه على الطاولة، تنبض كما كانت تفعل في بداية القصة، هل كانت تلك تجربة حقيقية أم مجرد حلم طويل؟ نظر إلى الساعة، ثم إلى النوافذ المفتوحة على الضوء، لم يكن يعرف الجواب، لكن كان هناك شيء واحد مؤكد، في أعماقه، كان يعلم أن المدينة قد استيقظت.

أيما كان الأمر حقيقة أم خيال، فقد ترك أثراً في نفسه، وفي لحظة تفكير عميقة، أدرك أن ما مر به لم يكن مجرد حلم؛ بل كان اختباراً لزمنه الخاص، ولقدراته على مواجهة المجهول، لكنه لم يكن الوحيد الذي تأثر، المدينة، كما هي الآن، قد تغيرت أيضاً، ليث لم يكن يعلم إن كان قد انتصر أم أنه كان جزءً من لعبة أزلية، لكن هناك شيء واحد كان مؤكداً: المدينة لن تظل نائمة بعد الآن.

تمت الكتابة بواسطة: حسيب أورفه لي.

موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب البوابة الشاملة للمحتوى العربي بكل جوانبه ومجالاته.
تعليقات