![]() |
حديثٌ بين الحياة والنفس البشرية |
هو حديث يختلف كل الاختلاف عن الأحاديث العادية، إنه ليس مع جميع النفوس البشرية، أنه مع نفسي أنا!!، حديثٌ بين الحياة والنفس البشرية.
حديثٌ بين الحياة والنفس البشرية- حديثٌ يطول سرده للأبد
سألتني الحياة ذات يوم، ما هو الشيء الذي يجعل وجنتيك متوردة كحبتي عنب حمراوات؟
أجبتها وأنا حانيةٌ رأسي قليلاً: أتريدين إجابةً واضحة حتى وإن كانت طويلة؟، إليك هذا:
تتورد وجنتي حباً، عندما ادنو بكل آلامي على سجادتي، واضعةً رأسي باتجاه قبلة الكعبة، ويبكي القلب من شدة الخشوع، حينها أتورد من الشوق للقاء!!.
تتورد وجنتي في كل مرة يُقال لي بأني جميلة كـقطعة السكّر، عندما أركض في الشوارع والسعادة تملأ صدري، عندما تركض ابنتي نحوي لتغمرني، بين سكنات الأزقة وصوت أم كلثوم الذي يصدح من بعيد.
عندما أشتاق، وأشعر بالحنين لتلك الليالي التي كانت العائلة فيها تجتمع ويداعب الهواء الأجواء والضحكات تترامى هنا وهناك، بين الكبار والصغار حتى يتردد صداها على الجدران تلك وتلتصق تلك الذكرى فقط على الجدران، حتى تسمعها في كل مرة تزور بها بيت جدتك أو بيت أهلك!.
أتورد حتى عندما أحزن!، عندما أبكي بينما تسرقني تلك الذكريات، لأجواء البرامج السورية والمسلسلات الاجتماعية، "أحلام كبيرة" و"أهل الغرام" و"الفصول الأربعة" جميعها تعيدني لتلك اللحظة، حيث كنت طفلة أقصى ما تحلم به هو متابعة مسلسلاتها المفضلة ثم وضع رأسها داخل كتبها ودفاترها والتهامها بشراسة لتكون من المتفوقين.
عاتبتني الحياة قائلة، لكنني لم أجدك تتوردين إلا عندما كُنتِ تمطرين!!، رددت وقلبي يعتصر:
كان هذا أسوأ ما في الأمر، أن تتورد وجنتي في كل مرة ينهال الدمع من مقلتي ليحرقهما حتى تتوردا مباغتةً ودون سابق إصرار، ثم يعود هذا الوجه لشحوبه الدائم فلا يدري أين السبيل حتى يكون عصي الدمع لا يمكن أن يهزّ قلبه شيء!!.
دعيني أرثي نفسي التي وارى جثمانها الثرى وبقي منها رفات يطير مع رياحك في كل مرة، أعلم أن وقع صفعاتك أودت بي لأن تكون نفسي هشة أكثر من هشاشة كعكة مغمسة بالحليب الدافئ، وبأنني أصبحت مريضة حتى لم أعد أتقبل العيش مع البشر، بل وإنني أهرب إلى الإنترنت حتى لا أتعامل معهم، ولا يمكن لي تقبّل كل ما يصدر عنهم، بل إن أقل تصرف منهم يمكن له أن يكسرني رغم كل القوة التي ادّعيها.
فما قولك أمام كل ما فعلته بي؟ أولم تدري أنني لم أعد قادرة على الاستمرار هكذا؟ لذا توقفي عن أسئلتك السخيفة تلك ودعيني وشأني أنا وذكرياتي وأيامي وحاضري ومستقبلي نرثي ما تبقى لنا من شيء ينبض حياً حتى اليوم!.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.
هل كان المحتوى مفيداً؟ أم تريد الإبلاغ عن خطأ، رأيك يهمنا وتعليقك يفيد الموقع