خاطرة ليلة الوداع الأخير

ليلة الوداع الأخير
خاطرة ليلة الوداع الأخير

هل يحق لنا ولو لمرة واحدة، أن نكسّر أضلعنا ونحن في حضرة الشوق والاحتضان؟ حتى يكون لنا وداعاً يليق بحبنا؟ خاطرة ليلة الوداع الأخير.

ليلة الوداع الأخير لحبيب روحي

هل تُريد البدء بسؤالي مُسبقاً ريثما أحضّر القهوة؟

ـ نعم، لدّي الكثير من الأسئلة، ولكنني أحتاج عينيكِ حتى أرتجل بأحاديثي وأنا مطمئن!!.

وبحمرة وجنتيها قالت: حسناً، سأتيك في لحظات… يمكنك البدء الآن، أخبرني ما الذي يدور في رأسك؟

ـ أنتِ… أنت كُلّ بالي، لا أنفك أتوقف عن التفكير بكِ وبذكرياتنا التي تحاوطني أينما كُنت.

أعتقد أنك تضعني في موضع الخجل والحياء منكِ وهذا يربكني فلا أقوى على قول شيء.

ـ اعتذر لهذا، لكنني حقاً لم أستطع نسيانك، منذ أن تزوجت وأنا أفكر بأيامنا تلك التي قضيناها سوياً، كلماتنا، اهتمامكِ بي طريقتك في إخراجي من جميع أحزاني، سهراتنا، ضحكاتنا تلك على اللاشيء، قدرتنا على الدخول في جدال والخروج منه بحبٍ أكبر، أنا مشتاق وأريد منك شيئاً.

أخبرني… ما هو؟

ـ بما أنكِ علمتني معنى الحب، الاهتمام، الهيام والاشتياق، فأريدك أن تُعلمينني كيف أنساكِ!.

أتعلم، إنني مُدركة تماماً أن أي شيء سأقوله لن يَفيد، ولن يعيد الماضي الجميل ذاك، أنت الآن متزوج وهذا أكثر ما يُعذبني، ويُقيد حواراتي.

ـ أرجوكِ ربّتي على كتفي قليلاً وكأنني أنا هو… حبيبك منذ الماضي، تناسي كل شيء، أنا الآن بأمس الحاجة إليكِ.

أتريد أن أُقوم بتفريغ جميع حقائب الماضي أمامك؟ تلك التي قمت بتوضيبها على مهل وبشقّ الأنفس! هل تعلم كم كلفني هذا الأمر منذ سنين؟.

ـ كلّ ماستقولينه سأتفهمه أدرك حجم ما تذوقتيه مثلما تذوقت أضعافه، لكن الأمر كان خارج قدراتنا، وأنتِ تعلمين هذا، كان يجب عليّ أن أتزوج سواء أردت هذا أم لم أرده.

أعلم هذا، كفّ عن تذكيري به، لكنني ومنذ أن رحلت عن حياتي وأنا أشعر بأنني استهلك من ذاتي الكثير لتخطّي تلك الليالي التي اعتدتها وأنا معك.

كَم استنزفت مقلتي من دموع لتبكيكِ شوقاً داعية بأن تعود يوماً ما، أدرك أن العالم بأسره كان ضدنا، ولكن الأمر مفجع للغاية، أن أراك ترحل وتأخذ بيد عَروسك أمامي وأنا أتأملك مُحياك الذي يرحل عني إلى الأبد مودعة روحي التي ترحل.

ـ أتعلمين ياجميلة العينين، بأنني كُنت في تلك اللحظة أشعر بأنني عبارة عن شخصين منفصلين، أحدهما عليه أن يتعايش مع الواقع ويمارس حياته بشكل طبيعي كي لا يفضح ما يخبئه قلبه أمام العامة لكيلا يوجهوا اتهاماتهم إليه.

والآخر يحبك بكل تفاصيلك، لحظات جنونك، عفويتك، وبراءتك المفرطة، وهذا أشد صراع كنت أعيشه، كما أنني بحثت عنك في وجهها، عن شخصيتك في شخصيتها، وعلى ما يبدو أنني قد ظلمتها!.

ـ أتعلم، لم يعد بإمكاني سماع هذا، أعلم أنه ينبغي عليك الاستمرار في حياتك وتجاوزي، مثلما أحاول أنا، هناك طرفٌ ثالث لا ذنب له أن يُظلم نتيجة عواطفنا، لا ذنب لهذا الطرف لذا أرجوك توقف عن كل شيء الآن.

ـ أريد منك وداعاً يليق بحبنا، وداعاً يُمحي كل الماضي، يضع أمام أعيننا المستقبل والحاضر فقط، أريدك أن تقبلني وتحتضنني لآخر مرة حتى أستطيع الخلاص من شوقي لاحتضانك والبدء من جديد…

ـ والآن، وداعاً يا حبيب الروح، اذهب لعروستك وابدأ باحتواء حاضرك ولا تضيعه، لأننا سنبقى في خانة الممنوع ولن يتغير شيء إن بقيت عواطفنا أم لم تبقى، وداعاً يا مُهجة الفؤاد.

تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.

موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب
موقع محترفين العرب البوابة الشاملة للمحتوى العربي بكل جوانبه ومجالاته.
تعليقات