![]() |
قصة القطة بندق |
الشتاء فصل الصبر والتأقلم، وقصة القطة بندق ترسم ملامح هذه الصفات، وكيف يصبح البرد فرصة لنشر الحب والعطاء بين الأصدقاء.
تساقط الثلوج الأول واستيقاظ القطة بندق
كانت الغابة نائمة بهدوء في أحضان الخريف عندما هبّت أول نسمات الشتاء، تسبقها غيوم كثيفة همست للأرض أن تستعد، في كوخ صغير أسفل جذع شجرة جوز قديم، استيقظت بندق، قطة ذات فراء أشقر ناعم، تتقلب في فراشها المصنوع من القش والوبر، لتسمع صوتاً خافتاً على النافذة.
لم تكن النافذة من زجاج، بل قطعة خشب مشرّعة يمر منها الضوء والهواء، اقتربت بندق منها، رفعت طرف الستارة القطنية، فرأت مشهداً لم تألفه من قبل: رقائق الثلج تتساقط بهدوء وتغطي الأرض بطبقة بيضاء ناعمة.
أحست بندق بشيء غريب في صدرها، مزيج من الدهشة والرهبة، لم ترَ الثلج من قبل، فهي صغيرة السن، وكان الشتاء الماضي أكثر دفئاً، أخذت تراقب المشهد بعينيها الواسعتين، وسمعت صوت أمّها من خلفها: "لا تخرجي الآن يا بندق، فالأرض زلقة والبرد شديد" لكن بندق كانت قد بدأت تشعر بفضول لا يُقاوم.
تعلم بندق التكيف مع الشتاء
في اليوم التالي، غطى الثلج الطرقات والبيوت الجوفية للحيوانات، خرجت بندق برفقة أمها، وقد ارتدت وشاحاً صغيراً، في البداية، انزلقت وسقطت مرتين، فشعرت بالإحباط، لكنها لم تستسلم، بمساعدة أمها وتكرار المحاولة، تعلمت كيف تمشي فوق الثلج برفق دون أن تفقد توازنها.
![]() |
بندق تخرج من الكوخ |
بدأت تلاحظ أن روائح الغابة قد تغيرت، وصوت الريح بات أكثر وضوحاً، تعلمت أن تحفر في الثلج لتجد بقايا الجوز المدفون، وأن تقترب من جذوع الأشجار لتحتمي من الرياح، شيئاً فشيئاً، تحولت دهشتها الأولى إلى فهم عميق لخصائص الشتاء.
كانت تراقب الحيوانات الأخرى: السنجاب يخبئ طعامه، والغزال يحفر تحت الثلج بحثاً عن الجذور، فهمت بندق أن الكل في الغابة يعمل من أجل البقاء، وأن الشتاء ليس وقتاً للكسل، بل فرصة للتعاون والصبر.
مساعدة بندق لأصدقائها لمواجهة البرد
ذات صباح، لاحظت بندق أن العصفورة الصغيرة، "جلنار"، تقف على غصن منخفض وقد بلّل الثلج ريشها، لم تتمالك نفسها، فأسرعت إليها وطلبت منها أن تأتي معها إلى الكوخ، صنعت لها سريراً دافئاً من الريش الجاف، ووضعت لها بعض البذور.
في يومٍ آخر، وجدت الأرنب توتو يرتجف عند مدخل جحره، لأن الباب قد سُدّ بالثلج، نادت بندق أصدقاءها، وتعاونوا على إزالة الثلج وفتح الممر، ومنذ ذلك اليوم، بدأت بندق تجول في الغابة يومياً، تتفقد جيرانها، وتعرض المساعدة حيث تستطيع.
لم تعد ترى الشتاء عدواً، بل تحديّاً يجعلها أقوى، وأدركت أنها رغم صغرها، يمكن أن تكون مصدر دفء لغيرها.
تبادل الدفء والفرح بين الحيوانات في الغابة
ومع منتصف الشتاء، قررت بندق تنظيم "ليلة الدفء"، دعت فيها جميع الحيوانات الصغيرة في الغابة إلى كوخها الصغير، جمعت الأعشاب العطرية، وطلبت من السنجاب أن يُحضِر الجوز المحمّص، ومن جلنار أن تُغني لهم بصوتها الجميل.
![]() |
بندق وأصدقائها |
اجتمع الأصدقاء، وكل واحد منهم أحضر شيئاً بسيطاً، تبادلوا القصص والضحكات، ولعبوا لعبة "من يخمن رائحة العشب"، امتلأ المكان بالفرح، وكأن دفء قلوبهم بدّد برودة الخارج، شعرت بندق بسعادة لم تعرفها من قبل، إذ لم يكن الدفء في النار ولا البطانيات، بل في اللقاء والمشاركة والاهتمام.
ومع انتهاء الشتاء، كانت بندق قد تغيّرت كثيراً، لم تعد تلك القطة الصغيرة المرتبكة أمام الثلج، بل أصبحت رمزاً للتعاون واللطف.
العبرة التي حملتها هذه القصة هي أن التكيّف مع التغيّرات يخلق فرصاً للنمو، والقلوب التي تتقاسم الدفء، لا تخشى البرد، وإن أعجبتكم قصة القطة بندق، فشاركونا آراءكم في التعليقات، وأخبرونا إن كان لديكم قصص تحبّون أن نرويها لكم لاحقاً!
هل كان المحتوى مفيداً؟ أم تريد الإبلاغ عن خطأ، رأيك يهمنا وتعليقك يفيد الموقع